top of page

في كوريا الشمالية الدولة الملحدة لا إله إلا كيم 

تعيش كوريا الشمالية أسوأ عصور الجاهلية رغم ثورة تكنولوجيا المعلومات التي اجتاحت كل بلدان العالم فلم تترك

مكانا إلا وتتعرف على المعلومة في ثواني عن أقصي بلاد العالم وسرعة تبادل المعلومات فلم يعد أمامها حواجز تحول دون وصولها من بلد لأخر ومن شعب لأخر والأحوال المعيشية الدقيقة لكل بلد إلا أن كوريا الشمالية تغلق علي نفسها أبوابا من حديد ويعيش شعبها داخل سجن كبير يسمونه دولة ولكنه اقرب إلى السجن الكبير والمقبرة الجماعية الضخمة من مسمي دولة فليس فيها حقوق وما يفرضه النظام وعلي الشعب السمع والطاعة ومن يخالف فمصيره القتل أو السجن والاعتقال والانتهاكات بكل معاني القهر والظلم والجبروت .

 

وقد صنف قائدها ضمن أسوأ قادة الدول علي مر العصور فقد هيأ له ذهنه أنه يعيش في عالم أخر غير كوكب الأرض ووبدا له أن ما يدور داخل سجونه التي بناه وأعوانه لشعبه المقهور لن تتسلل منه حقائق تكشف ما يحدث داخلها والحقيقة أن كوريا الشمالية سارت سجنا كبيرا لشعبها . 

 

أحدث تقرير حقوق الإنسان لحرية العقائد الدينية في كوريا الشمالية كشف الستار عن الإنتهاكات والقتل والتعذيب داخل السجون والمعتقلات والتي تخطت حواجز وأرقاما قياسية لما تواجهه الأقليات الدينية وعلى رأسها المسيحيين وتعتبرهم الدولة تهديدا مباشرا وخطيرا لعبادة الشخصية الرسمية في الدولة ورصد التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق حقوق الإنسان في كوريا الشمالية حول إنتهاكات حرية الفكر والتعبير والدين . 

 

وكشف التقرير أن من أبرز سمات سارت عليها كوريا الشمالية طوال تاريخها ادعاؤها الحق في الاحتكار المطلق للمعلومات والسيطرة التامة على الحياة الاجتماعية وخلصت اللجنة إلى حرمان شبه كامل في حق حرية الفكر والدين والرأي والتعبير والحصول على المعلومات وتكوين الجمعيات . 

 

وأشار تقرير اللجنة أن الدولة تدار بآلة للتلقين العقائدي الشامل تمتد جذوره من مرحلة الطفولة وتنشر شكلاً من أشكال عبادة الشخصية الرسمية والولاء المطلق للقائد الأعلى سورونج  Suryong ، وتستعين كوريا بالدعاية في الحض على الكراهية القائمة على النعرة القومية تجاه أعداء الدولة الرسميين بما فيهم اليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية ومواطنيها.

 

وتعتبر الدولة انتشار الأديان تهديداً خطيراً لعبادة الشخصية الرسمية حيث توفر قاعدة للنظام الاجتماعي والسياسي والتفاعل خارج فلك الدولة ورغم الكنائس القليلة التي تخضع لسيطرة الدولة يُمنع المتدينون من ممارسة شعائرهم مما يعرضهم للاضطهاد ومن يُضبط أثناء ممارسة شعائر الدين تُفرض عليه عقوبات صارمة مما يشكل انتهاكاً لحق حرية الدين وحظر التمييز الديني. 

 

وقد أكد التقرير الحقوقي على أن كوريا الشمالية أكثر دولة اضطهادًا للأديان في العالم على مدار 16 سنة متتالية وفقًا لقائمة الرصد العالمي لعام 2017 التي أعدتها منظمة أوبن دورز ومؤسسة التبشير المسيحي الدولية في يناير الماضي .

 

ورغم أن كوريا الشمالية تعترف ظاهريًا بـ حرية الدين في دستورها ولكن الحقيقة حبرا على ورق فعلى أرض الواقع تنظر الحكومة الكورية إلى جميع المعتقدات الدينية على إنها خرافات وتُجبر شعبها على عبادة القائد باعتباره الإله الأوحد القوي وهو التفسير الحقيقي لحالة اليأس التي يعيشها شعب كوريا الشمالية لحرمانهم من أبسط حقوقهم في اختيار معتقداتهم الدينية.

 

ويؤكد التقرير على أن كوريا الشمالية "مقبرة" للمتدينين استنادًا لمجموعة من التقارير المختلفة وشهادات المنشقين الكوريين الشماليين كما يتناول التقرير دور المجتمع الدولي في تحقيق حرية الدين في كوريا الشمالية.

 

المتدينين إرهابيين في عيون كيم  

 

يعتبر المتدينين في كوريا الشمالية فئة معادية للنظام أو إرهابيون لأنهم لا يعبدون كيم الذي يجبر الكوريين على عبادته وحده بينما الذين يعتنقون ديانات كالمسيحية يتعرضون للسجن والتعذيب والقتل بوحشية ويُعاقبون ويتعرضون لوحشية أشد من المتهمين بجرائم قتل وتجارة المخدرات. تتعرض الأسر المسيحية إلى السجن والقتل في معسكرات مخصصة لاعتقالهم وتعذيبهم فيفقدون أرواحهم نتيجة التعذيب الوحشي والعمل الشاق والمجاعات "

ويذكر ديفيد كاري رئيس منظمة أوبن دورز في أمريكا في يناير 2017 انه في كوريا الشمالية يمكن أن يتعرض الفرد إلى القتل لمجرد إذا ضبط بالكتاب المقدس وإفراطا في الطغيان يقضي ثلاثة أجيال من أسرته حياتهم في معسكرات الموت إذا اكتشفوا اعتناقه لأي مذهب ديني".

 

لا مكان للدين في كوريا الشمالية 

 

قبل استقلال كوريا عن اليابان عام 1945 تجاوز معدل انتشار المسيحية في الشمال مقارنة بالجنوب في الوقت الذي كانت فيه ديانات كالبوذية وتشوندوغيو لها تأثير كبير على معتقدات أفراد الشعب وحياتهم اليومية. 

 

ووفقًا لـ "المناس المركزية الكورية" التي نُشرت في الشمال عام 1950هناك أكثر من 2,1 مليون شخص ، أو 24٪ من عدد السكان ( أكثر من 9 ملايين ) لديهم معتقدات دينية في كوريا الشمالية مباشرة بعد استقلال البلاد في عام 1945.

 

وفي عام 1948عند تأسيس النظام الشيوعي لكوريا الشمالية اعتبر " كيم إل سونغ " أن الدين هو " أفيون ومخدر الشعب" فقرر قمع الممارسات الدينية غير المرخصة والتنكيل بالمتدينين بآلة التعذيب أو الإعدام. وتعرضت الديانة المسيحية على وجه التحديد إلى الاضطهاد تحت ذريعة إنها " غزو استعماري" وجراء ذلك تعرض عدد كبير من المسيحيين إلى التطهير العرقي بوحشية وتصفيتهم .

 

ومن خطاب الطاغية كيم أل سونغ عام 1962 من تقرير المعهد الكوري للوحدة القومية لعام 2015 حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية

( الدين خرافة بغض النظر عن المسيح أو بوذا والدين في حد ذاته خرافة وعلى حسب زعمه لن يمكن التقدم بمجتمع شيوعي إلى الأمام في ظل وجود من يؤمن بتلك الخرافات ولهذا أعدم القادة والرموز الدينية بما في ذلك شمامسة المسيحية والكاثوليكية ولاحق قضائيا بعضا من العناصر التي يزعم أنهم فسدة وأي شخص يرفض الابتعاد عن المعتقدات الدينية يقتاد إلى معسكرات اعتقال "

 

إبان الحرب الكورية عام 1950 قام جيش كوريا الشمالية بقتل المسيحيين بلا هوادة في أماكن عديدة منها بيونغ يانغ وتشنتشون واختطفوا وقتلوا أكثر من 370 شخصًا من المسيحيين في كوريا الجنوبية من بينهم القس سون يانغ ون.

 

كما اعتقل القس سون فرانسيسكو ( فرانسيس كانافان ) في كاتدرائية جوكليمدونغ أثناء القداس في تشونشون خلال الحرب الكورية وتم اقتياده إلى جونغانغين مع قساوسة آخرين في مسيرة أطلقوا عليها مسيرة الموت وقُتل العديد منهم رميًا بالرصاص و آخرين لقوا حتفهم بسبب إصابتهم بالأمراض وقتل القس سون فرانسيسكو في جونغانغجين في ديسمبر1950

 

تمثال كيم فوق أنقاض كنيسة 

 

في عام 1958 بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت كوريا الشمالية مشروع "قيادة الحزب المركزي "تحت راية تعقب ومعاقبة العناصر غير النقية المقصود بهم رجال الدين حيث صنفوا على إنهم "فئة معادية" تشكل عناصر غير نقية يلوثون الدولة الشيوعية بديانتهم فتعرضوا لأبشع جرائم الانتهاك وحقوق الإنسان ومع مرور الوقت اختفى جميع رجال الدين تقريبًا في كوريا الشمالية .

 

المبادئ العشرة 

 

اتبع كيم إل سونغ عشرة مبادئ لتأسيس نظام الأيدولوجية الواحدة التي تهدف إلى إجبار الشعب على عبادته باعتباره الإله الأوحد متجاهلا الدستور ومواثيق حزب العمل  كما تضمنت المادة 4 من تلك المبادئ العشرة  على حكم إلزامي يقضي بأن " يُبجل الشعب القائد العظيم والرفيق كيم ايل سونغ " وهذه المادة أسست لتكريس المراقبة والسيطرة للحد من حرية الفكر والتعبير والعمل في كوريا الشمالية .

 

وفي تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة عام 2014 أوضحت بشأن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية أن المبادئ العشرة تُنصب كيم إيل سونغ "إلها وتنتهك حرية الكوريين الشماليين في الفكر والتعبير والدين " وذكر ت في تقريرها أن المبادئ العشرة تنتهك " العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية " ( والعهد ب، المتعلق بالحق في الحرية ) الذي وقعت عليه كوريا الشمالية .

 

وقد أعاد ديكتاتور كوريا الشمالية الحالي -كيم يونغ أون- تسمية تلك المبادئ العشرة لتصبح "المبادئ العشرة لإنشاء نظام قيادة متجانسة" والحقيقة هي مبادئ تكرس انتهاكات حقوق الإنسان وحرية الدين

 

منشآت دينية للدعاية 

 

أثناء تنفيذ كوريا الشمالية خطتها للقضاء على الدين كانت تدعى ظاهريًا حماية الحريات الدينية منذ السبعينيات حيث قامت بتشكيل جماعات دينية مزيفة مثل الاتحاد المسيحي الكوري ، وإدارة بعض المرافق الدينية للدعاية مثل كنائس ومعابد بوذية وكلها جماعات ومجموعات دينية وهمية لتكريس هيمنة سياسية والحفاظ على نظام كيم جونغ الديكتاتوري ووسيلة لتدر عملات الأجنبية وتزعم أن بها 3 كنائس في بيونغ يانغ وأكثر من 500 كنيسة منزلية.

 

وهنا تكمن الخدعة فلا توجد سوى كنيستان (بونغسو وتشيلجول ) تضعا لافتات تستخدم  "الأولى" التي أنشأتها الكنيسة المشيخية في كوريا كصالة عرض خاصة بـ كيم إل سونغ وعروض زهور كيمجونجيليا ، واكتفت بوضع لافتة صغيرة متواضعة كُتب عليها ( 'منطقة الصلاة' ) في مكان غير ظاهر .

 

وقد أكد المنشقين عن كوريا الشمالية أن المنشآت الدينية مجرد واجهات سياحية بغرض الدعاية الدولية ومزارات للأجانب وليس للشعب .

 

كنيسة بونغسو في بيونغ يانغ التي أنشئت في سبتمبر 1988 يقيم بها المدير وعائلته فقط ويأتي إليها مئات من الرجال والنساء في عقد الأربعينات والخمسينات من عمرهم بما في ذلك موظفو مكتب مقاطعة مانجيونجداي المختارون بعناية من حزب العمل لحضور قداس وهمي أثناء زيارة الأجانب . 

 

ويقول غالبية الأجانب الذين زاروا  كنائس كوريا الشمالية أنهم لاحظوا أن القساوسة وعامة الشعب الذين يحضرون القداس يبدو عليهم التمثيل بما يعني أن السلطات تتظاهر بأنها تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية العادية خوفًا من تعرضها لانتقادات المجتمع الدولي .

 

رهبان بوذيون يحضرون مراسم ترميم معبد يونغ تونغ

 

طبقا لأقوال المنشقين عن معبد يونغتونغ في جايسيونغ الذي أعيد بنائه في عام 2005 بأمر من طائفة شيونتاي البوذية الكورية لا يمارس الرهبان في كوريا الشمالية حياة الزهد في المعابد لأنهم بسبب سطوة النظام الحاكم جعلهم مجرد حراس على الأصول الثقافية وعند النظر إلى حال الرهبان في الكوريتين تجد أن الرهبان في كوريا الجنوبية حليقي الرأس وغير متزوجين بينما في كوريا الشمالية متزوجون ويتقاضون أجورًا ويتمتعون بظروف وظيفية أفضل من خريجي الجامعات .

 

السجن مدي الحياة لجريمة امتلاك أي كتاب سماوي

 

في تقرير رسمي لحقوق الإنسان في 2016 بكوريا الشمالية أعده المعهد الكوري للوحدة القومية ومن خلال شهادات المنشقين الكوريين الشماليين أكد أحدهم أن المواطنين العاديين لا يمكنهم مجرد التفكير في المعتقدات الدينية ولا يعرف الفرق بين كنيسة بونغسو وكاتدرائية جانغشونغ والفرق بين الكهنة الكاثوليك ورجال الدين المسيحيين  ، فلم يستطع حتى أن يتخيل حياة دينية في كوريا الشمالية غير عبادة كيم ويقول عندما كنت محتجزًا في معسكر اعتقال تديره سلطات كوريا الشمالية في هوريونغ- سي هام جيونغ بوكدو، رأيت امرأة حُكم عليها بالسجن مدى الحياة مع الأشغال لمجرد امتلاكها الكتاب المقدس ".

بينما شهادة أحد الأجانب الذين زاروا كنيسة هناك قال " زرنا الكنيسة يوم أحد الفصح دون إذن مسبق ووجدنا الباب مغلقًا "

مقبرة المتدينين

 

تزعم السلطات الكورية الشمالية حماية حرية الدين والحقيقة أنها تعتبر المعتقدات الدينية بمثابة " أفيون يُخدر الشعب " يجب القضاء عليه فتقوم بكل وسائل القمع للقضاء على الممارسات الدينية .

وتشديدا للحصار على المتدينين تقوم أجهزة الأمن العام بمراقبة الممارسات الدينية في كل وقت ومكان بأراضيها حتى تحكم قبضتها الحديدية عليها . وجميع من تلقي القبض عليهم أثناء ممارستهم شعائرهم الدينية سرا يتم إعدامهم علنًا ​​أو إُلقاءهم في معتقلات المسجونين السياسيين.

 

وتنص المادة 68 من دستور كوريا الشمالية على أن " للمواطنين حرية الدين " شريطة " ألا يجوز استخدام أي دين لجلب القوى الخارجية أو إحداث اضطرابات بنظام الدولة والمجتمع" وتزعم أمام العالم صراحة بأنها تكفل حرية الدين في الدولة بينما الحقيقة تُستغلها ضمنيا على إنها " آلية قانونية " لقمع ومعاقبة أي ممارسة للشعائر الدينية وتعتبرها جريمة خطيرة وتحرض مواطنيها على مكافحتها وكأنها إرهاب يهدد حياتهم وأرواحهم .

 

أعداد المنشقين عن كوريا الشمالية زادت بشكل ملحوظ منذ " المسيرة الشاقة " في التسعينات عندما واجه عددا كبيرا من الكوريين الشماليين شبح الموت بسبب الجوعً وقد لقي كثيرين حتفهم لتعريضهم للجوع ورغم تلك الانتهاكات والمخاطر اعتنق العديد من المنشقين دين المسيحية في الصين ثم عادوا إلى بلادهم فانتشر الدين المسيحي سرًا في البلاد . وانتقلت المعرفة بالدين حتى أصبح البعض على دراية بالمعتقدات الدينية نظرا لتدفق الثقافات الخارجية بما في ذلك الدراما التلفزيونية الكورية الجنوبية والأمريكية والأفلام عبر "جانغمادانغ (السوق)" الذي يُعتبر كوسيلة للعيش لمواطني كوريا الشمالية ، وعندما تسلل الدين سرا إلى كوريا الشمالية اعتبرت السلطات كل المعتقدات الدينية بما فيها المسيحية " عنصرا أساسيا لتهديد نظام الدولة " وهدمها فقررت قمع حرية الدين .

ومنذ تصدر كيم يونغ أون المشهد زادت ممارسات القمع ضد المتدينين فكثيرًا ما أعطي كيم يونغ أون توجيهات مشددة للقضاء على تسلل الدين من المناطق المجاورة للصين ومنع الممارسات الدينية السرية .

 

وقامت وكالات الأمن العام لكوريا الشمالية بما في ذلك إدارة الأمن العام بغسل عقول الناس ودفعهم إلى الاعتقاد بأن "المبشرين هم قطيع من الذئاب الفسدة وما الدين إلا خرافة تقوض النظام الاشتراكي" على وجه التحديد ، فكان وكلاء الأمن العام في كوريا الشمالية يتنكرون في صورة متدينين للكشف عن المتدينين السريين والمبشرين الأجانب والمجموعات المؤيدة لهم .

 

وقد تولت صحيفة روندونغ سينمون ( الصحيفة الرسمية في كوريا الشمالية ) زمام المبادرة في تسميم عقول الشعب ونشرت الصحيفة مقالة في أغسطس 2013 بأن الخرافات والمجموعات الدينية دفعت الناس تدريجيًا إلى الخيانة مما أدى إلى انهيار الأنظمة الاشتراكية في أوروبا الشرقية .

 

وقد أكدت منظمة جاستس فور نورث كوريا أن المتدينون يعدمون سرا ، ويقول كيم سونغ جو أحد المنشقين في جلسة استماع لجنة التحقيق العامة التابعة للأمم المتحدة في لندن في عام 2013 أن كوريا الشمالية كرست حملة للترويج ضد الدين وأطلقت علي الدين أفيون الشعوب مما يجب القضاء عليه وهذا مثال على استخدام بيان كارل ماركس بأن " الدين هو أفيون الشعب " واستغلال هذه الحملة للقضاء على الدين".

 

قمع الجماعات الدينية

 

معظم من يضبطون أثناء قيامهم بممارسات دينية في كوريا الشمالية يُلقى القبض عليهم بواسطة الأمن العام ويرسلون إلى معتقلات المسجونين السياسيين. وظهرت معتقلات المسجونين السياسيين التي تُعرف بـ "النسخة الكورية الشمالية من معتقل أوشفيتز" مباشرة بعد تأسيس النظام الاشتراكي لكوريا الشمالية في الخمسينيات وكان الهدف منها تطهير وعزل قوات المعارضة . وظلت تلك المعتقلات قائمة حتى اليوم تمارس فيها جميع أنواع الانتهاكات لمئات الآلاف من المسجونين السياسيين ويُقتلون لاتهامات لا يمكن تصديقها .

 

ووفقا لشهادات المنشقين فإن من يضبط اثناء ممارسات دينية يتم احتجازهم في معتقلات المسجونين السياسيين ويخضعوا لعقوبات أشد من المسجونين الآخرين، ويعدم معظمهم علنًا ​​أو الُقتل بعد تعرضهم لوسائل تعذيب قاتلة .

 

وخوفًا من التعرض لإدانة المجتمع الدولي لإعدام المتدينين، تقوم سلطات كوريا الشمالية في الغالب بتنفيذ الإعدامات سرًا أو اتهامهم بالخيانة السياسية .

 

وفي تقرير رسمي أعده المعهد الكوري للوحدة القومية عام 2016عن حقوق الإنسان بكوريا الشمالية أشار إلى أن هناك ما بين 80 و 120 ألفً مسجون سياسي محتجزين في 5 معتقلات بكوريا الشمالية وهم 14 ألف في غايشيون و 15 ألف في يوديوك و 16 ألف في ميونغان و 18 ألف في غيتشيون (بوكشانغ سابقًا) و25 في تشيونغجين وعدد قليل جدًا منهم سجنوا بسبب الممارسات الدينية.

 

يصنف نظام كوريا الشمالية المتدينين على إنهم" الأهداف التي ينبغي القضاء عليها لثلاثة أجيال قادمة" ويروي أحد الهاربين من المعتقل رأيت العديد من المسيحيين في معتقل المسجونين السياسيين في يودوك هانغيوننامدو حيث كنت معتقلًا هناك .

 

التعذيب حتى الموت 

 

يقول غانغ شيول وهو أحد المنشقين ومعتقل سياسي سابق في معتقلات المسجونين السياسيين أن المعتقلين لم يتخلوا عن معتقداتهم الدينية رغم معرفتهم أنهم لا يمكنهم البقاء أحياء في معتقل بوصفهم مسيحيين منبوذين".

 

في نوفمبر 2016 نشرت مجلة آيديا الألمانية ( مجلة مسيحية تصدر أسبوعيًا ) مقالا بعنوان "اختفاء 200 ألف مسيحي في كوريا الشمالية منذ عام 1953" وصنفت كوريا الشمالية الدولة الأكثر اضطهادًا للدين في العالم ووصفت ديكتاتور كوريا الشمالية كيم يونغ أون أنه يُعبد مثل الإله في حين يُنظر إلى المسيحيين على أنهم "أعداء النظام" وقد تعرض 30 ألف على الأقل من المسيحيين إلى العمل القسري والتعذيب في معتقلات المسجونين السياسيين .

وفي سبتمبر 2016 أصدرت منظمة التضامن المسيحي العالمية تقريرا تحت عنوان "رفض اضطهاد حرية الدين والمعتقد وكشفت عن تعرض بعض المنشقين من كوريا الشمالية الذين اعتنقوا المسيحية في الصين إلى الترحيل قسرًا إلى بلادهم حيث يتم تعليقهم على صليب فوق نار ودهسهم وسحقهم حتى الموت ".

 

كما انتقدت منظمة تقديم المعونة للكنائس إيد توتشيرش إن نيد  ممارسات القمع والاضطهاد ضد الدين في كوريا الشمالية وصرحت بأنه "في نوفمبر 2013 تم إعدام ما لا يقل عن 80 مواطن من كوريا الشمالية لامتلاكهم الإنجيل .

غانغ تيموثي أحد المنشقين في جلسة استماع لجنة التحقيق العامة التابعة للأمم المتحدة في سيول في عام 2013 يقول ألقي القبض على والدي مع 39 آخرون من مسيحيي كوريا الشمالية أثناء دراستهم الكتاب المقدس في "كنيسة سرية" في الصين عام 2003 وتم ترحيلهم جميعًا وأرسل والدي إلى معتقل المسجونين السياسيين في يودوك. وعندما كنت في الرابعة عشر من عمري أرسلت لقضاء سنة واحدة في معسكر العمل الإلزامي نظرًا لأن والدي معتقل سياسي . رغم المعاناة والقسوة المفرطة التي تعرضت لها اعتنقت المسيحية وعملت على نشرها لسنوات في كوريا الشمالية وكنت أجاهد ألا يُلقى القبض عليًّ لإدراكي جيدًا أن الأمر سينتهي بي في معتقل سياسي بمجرد القي القبض علي "

 

خطف التبشيريين أو اعتقالهم

 

وفي ضوء توجيهات كيم يونغ أون "بتشديد الحصار والرقابة لمنع تسلل الدين إلى البلاد"، شكلت سلطات كوريا الشمالية بالتعاون مع وكالات الأمن الصينية مجموعات عمل رقابية واسعة النطاق لمواصلة القضاء على توغل الدين إلى البلاد وفي الآونة الأخيرة قاموا بإغراء المبشرين المحليين والأجانب الذين يشتركون في أعمال تبشيرية للكوريين الشماليين لإحضارهم إلى البلد وتم احتجازهم مما يُعد جريمة ومنهم القس الصيني ذو أصول كورية في الصين هان تشونغ ريول وقتل في أبريل 2016  ومن قبله قتل عميل مسئول عن تعقب الجواسيس من إدارة الأمن العام الكورية الشمالية أثناء مشاركته في عمل تبشيري بكوريا الشمالية ودعم المنشقين في "جيلين" بالصين والقس الكندي ليرن هيون سو المعتقل في يناير 2015 بعد زيارة كوريا الشمالية لتقديم الدعم الإنساني نهاية يناير 2015 ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على الدولة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة والأشغال الشاقة المؤبدة ، والقس الكوري تشوي تشون جيل اختطف واحتجز في ديسمبر 2014 أثناء قيامه بعمل تبشيري لكوريين شماليين في داندونغ في الصين واختطف من قبل عميل كوريا الشمالية كان متنكرًا على أنه منشق وحكم علي تشوي بالسجن مدى الحياة مع الأشغال في يونيه 2015 ، والمبشر الكوري كيم غوك غي في أكتوبر 2014 اختطف بواسطة عملاء أثناء مشاركته في العمل التبشيري في تانتونغ الصين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الأشغال في يونيو 2015  ، كما اعتقل السائح الأمريكي جيفري فاول لمدة 6 أشهر من مايو 2014 لمجرد تركه الكتاب المقدس في غرفته بالفندق قبل مغادرته .

 

وفي شهادة كينيث باي الذي نشر مذكرات عرفت باسم " نوت فورغوتينج" يقول "اضطررت إلى القيام بالأشغال الشاقة (الزراعة) لمدة 10 ساعات يوميًا لمدة 6 أيام في الأسبوع . وفقدت 27 كيلوغرامًا بسببها الأشغال وكان عليَّ أن أتلقى العلاج الطبي "

 

 

خطر الموت يطارد الممارسات الدينية 

 

من المعلوم أن بعض الأشخاص يعرضون حياتهم للخطر من أجل ممارسة دينهم سرا في كوريا الشمالية التي تحظر وتمنع الممارسات الدينية وهؤلاء الأشخاص فروا هاربين منها ثم عادوا إليها بعد اعتناقهم المسيحية خلال إقامتهم في الصين أو بلدان أخرى حيث كانت بعثات المنظمات الكورية والدولية توفر لهم المأوى والدعم الاقتصادي .

 

يتراوح عدد المتدينين سرا في كوريا الشمالية مابين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف ويتفاوت العدد بين بعثات منظمات وبعثات تبشيرية ورغم صعوبة الحصول على تعداد دقيق للشعب نظرا لعدم معرفة عدد الكنائس السرية إلا أن هناك إجماع قوي على وجودها في كوريا الشمالية" من خلال شهادت الهاربين .

 

جريمة الحرية الدينية

 

وتُقدر "أوبن دورز" وهي منظمة دولية للتبشير بالمسيحية عدد المسيحيين هناك يتراوح من 200 إلى 400 ألف في حين أن "ذا فويس أوف مارتيرز" و يقول هوك  باحث أمريكي من لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية أن العدد يقدر يتراوح 300 إل500 ألف .

ويذكر الكتاب الأبيض لعام 2016 بشأن الحرية الدينية وقاعدة بيانات مركز حقوق الإنسان في كوريا الشمالية وفقاً لاستقصاء أجري على أكثر من عشرة آلاف شخص من الهاربين من كوريا الشمالية حول "تجربة الممارسات الدينية هناك فقد شهد حوالي (1.2%) بأنهم "قاموا بممارسات دينية سرا " وشهد (4.2%) آخرون بأنهم "رأوا الكتاب المقدس في كوريا الشمالية".

 

وفي الوقت الراهن هناك أشخاص أو مجموعات تتألف من شخصين إلى ثلاثة أشخاص يتجمعون سراً لقراءة الكتاب المقدس والصلاة لأنه من المستحيل إقامة تجمعات جماهيرية أو خطب عامة ومن يشارك فيها يُزج به في معتقلات المسجونين السياسيين أو يُعدم حال القبض عليه .

يقول بارك سانغ سيك متدين سرا وهارب من كوريا الشمالية في شهادته كُنت خائفاً ومرعوباً من الاشتراك في أي ممارسات دينية لأنه رُبما وببساطة يُزج بالأسرة بالكامل في معتقلات المسجونين السياسيين أو قتلنا حال اكتشاف أمرنا ولذا كُنت أخبئ الكتاب المقدس في دورة المياه طوال الوقت وكنت أُعيد إخفاؤه فيها بعد استخدامه فهو أمرُ محفوف بالمخاطر فتصرفت بهذه الطريقة خوفا على حياتي وعائلتي "

 

مساعدات محلية وخارجية 

 

بذلت مجموعات تبشيرية كورية ودولية جهودا متنوعة لنشر الدين المسيحي وهم متحمسون لنشر الدين في كوريا الشمالية رغم تحملهم مخاطر الاختطاف والاحتجاز والقتل والإعدام سرا من أجل مساعدة الشعب الكوري في الخروج من حياة اليأس والرضوخ تحت وطأة ديكتاتورية وراثية لم يسبق لها مثيل في العالم على مدار ثلاثة أجيال والتنعم بحياة وكرامة إنسانية في ظل ممارسات دينية حقيقية .

وترتكز مجموعات البعثات في الصين وغيرها من البلدان علي توفير ملاجئ ودعم مالي للهاربين من كوريا الشمالية وإقناعهم بالدين ثم يعودون إلى البلاد مزودين بالضروريات اليومية وغيرها من مواد البعثات التبشيرية  .

 

 

إذاعات تبشيرية موجهة إلى كوريا الشمالية

 

تُستخدم إذاعات البعثات في بث الموسيقى والدراما وآيات من الكتاب المقدس أو أعمال البعثات التبشيرية الدولية وتهدف تلك الإذاعات الموجهة إلى كوريا الشمالية إلى مساعدة الكوريين بعد التعرف على الدين في الصين وغيرها من البلدان بعد عودتهم إلى كوريا الشمالية بالإضافة إلى الذين اعتنقوا الدين قبل انقسام الإقليم .

 

دعم الكنائس السرية

 

تبذل بعض مجموعات البعثات جهوداً في إنشاء كنائس سرية في كوريا الشمالية ونظرا لأن الانخراط في أي ممارسات دينية في كوريا الشمالية ينطوي على مخاطر فإنهم ينفذونها على أربع مراحل :

الأولى : تعريف الكوريون الشماليون المقرر عودتهم إلى البلاد على الدين لمدة يومان إلى ثلاثة وتزويدهم بالطعام والمواد الدينية.

 

الثانية : تقديم برامج دينية مكثفة لمن اجتازوا المرحلة الأولى وأظهروا رغبتهم في اعتناق الدين لمدة أسبوعان إلى 40 يوماً.

 

الثالثة : اختيار المعتنقين الذين اجتازوا المرحلة الثانية ومنحهم القيادة وبرنامج السيامة حتى يتمكنوا من التبشير في كوريا الشمالية.

الرابعة : تقديم برنامج مكثف لعدد قليل من الأكفاء الذين يقع عليهم الاختيار من الذين اجتازوا المرحلة الثالثة وتقديم الدعم لهم لإرساء دعائم الكنيسة في كوريا الشمالية .

 

ورغم الجهود السابقة إلا أن القمع الشديد والعقوبات التي تفرضها سلطات كوريا الشمالية تحول دون نشر الدين فيها ، مما يجب على المجتمع الدولي بذل جهوده لضمان الحرية الدينية بكوريا الشمالية نظرا لأن عدد قليل من المتدينين سرا يجازفون بحياتهم من أجل التمسك بمعتقداتهم الدينية.

 

آراء حول العالم

 

ينظر المجتمع الدولي إلى القمع الديني في كوريا الشمالية على أنه انتهاك خطير لحقوق الإنسان وأعرب عن بالغ قلقه إزاءه وحث حكومة كوريا الشمالية على تصحيح هذا الوضع .

 

"قائمة الرصد العالمي لعام 2017" "أوبن دورز"

 

يضطر المتدينون في هذه الدولة الشيوعية الشمولية إلى إخفاء معتقداتهم بشكل كامل عن السلطات الحكومية والجيران وفي أحيان كثيرة عن أزواجهم وأطفالهم نظراً للمراقبة الدائمة ويمارسون دينهم وعيونهم يقظة مع استحالة الجمع عمليا من أجل العبادة والرفقة . 

 

وتُعد عبادة عائلة كيم الحاكمة إلزامية بالنسبة لجميع المواطنين، وأولئك الذين لا يمتثلون ( بما في ذلك المسيحيين ) يتم اعتقالهم أو سجنهم وتعذيبهم أو قتلهم. 

 

تنشر منظمة "أوبن دورز" سنويا قائمة رصد عالمي لإلقاء الضوء على المسيحيين المضطهدين حول العالم، وتتناول القائمة المتدينين الذين يتم القبض عليهم وتعذيبهم أو قتلهم من أجل معتقدهم.

أسوأ أرض للمتدينيين

 

للسنة السادسة عشرة على التوالي تعتبر كوريا الشمالية المكان الأكثر قمعاً للمتدينيين في العالم وتأتي في المرتبة الأولى في قائمة الرصد العالمي ، ويضطر المتدينون في هذه الدولة الشيوعية الشمولية إلى إخفاء دينهم بشكل كامل عن السلطات الحكومية ، والجيران، وفي كثير من الأحيان عن أزواجهم وأطفالهم. ونظراً للمراقبة الدائمة، يصلي الكثيرون وعيونهم يقظة مع استحالة الجمع عمليا بين العبادة والرفقة. وتُعد عبادة عائلة كيم الحاكمة إلزامية بالنسبة لجميع المواطنين، وأولئك الذين لا يمتثلون ( بما في ذلك المسيحيين ) يتم اعتقالهم أو سجنهم أو تعذيبهم أو قتلهم. وتتعرض عائلات مسيحية بالكامل للسجن في معتقلات الأشغال الشاقة، حيث تزهق أرواح عدد غير معروف كل عام جراء التعذيب والضرب المفرط والتجويع ، أما أولئك الذين يحاولون الفرار إلى كوريا الجنوبية عبر الصين فإنهم يواجهون خطر الإعدام أو السجن مدى الحياة ، بينما الباقين فليسوا أفضل حالاً.

 

وتعمل منظمة "أوبن دورز" من خلال شركاء محليين على خدمة المسيحيين في كوريا الشمالية عن طريق إمدادهم بمساعدات الإغاثة التي تشمل الغذاء والدواء والملبس ونسخ من الكتاب المقدس وغيره من الكتب والمواد الخاصة ويوفر شركاء منظمة "أوبن دورز" في الصين المأوى والمعونات للمسيحيين الفارين من كوريا الشمالية بجانب التدريب للراغبين في العودة من أجل الخدمة.

قصة هيوو وو شهادة من داخل السجن " نظرت هيوو وو إلى زنزانة زوجها غير مصدقة ما تراه فهي لا تكاد تتعرف على الواقف أمامها بسبب التعذيب ولكنها كانت متيقنة بأنه زوجها غير أنه دَسَّ خُفية بين يديها شيء وذلك الشيء غير حياتها للأبد وكون لها عقيدة إيمانية . 

 

بعد ذلك بدأت في اعتناق الدين المسيحي وانتهى بها الأمر حبيسة في زنزانة ورغم التجويع والتعذيب الذي تعرضت له هيوو وو إلا أنها أدركت بأن لديها فرصة لنشر الدين بين المحيطين بها ، ولم يمض وقت طويل حتى اعتنق عددا من السيدات في معتقل الدين المسيحي وبدأن الاجتماع سرا من أجل خدمة البناء الخارجي . وفي هذا المكان غير المتوقع على الإطلاق كن ينشدن ترانيم التسبيح والشكر بصوت خفيض ويؤدين الصلاة ويتبادلن آيات الكتاب المقدس بينهن ، وما يثير الدهشة أنه أطلق سراحها وخرجت من السجن بعد ذلك وتمكنت من الهرب من كوريا الشمالية . وتجسد شهادتها واقع أليم يعيشه كثيرا من سكان كوريا الشمالية يذوقون الويلات والموت في السجون كل عام . 

 

ويؤكد تقرير الحرية الدينية في العالم لعام 2016" عن كوريا الشمالية ووصفها بالدولة الأكثر انغلاقاً في العالم ويحكمها نظام ديكتاتوري أشد قمعية وتشويه لصورة المسيحية ويعتبرها وسيلة يستخدمها للغرب للتدخل في شؤونها الداخلية .

 

حرية الدين والمعتقد : التقرير العالمي السنوي لعام 2015" إعداد مجموعة حقوق إنسان دولية "منظمة حقوق الإنسان بلا حدود" " تفرض كوريا الشمالية حصارها على الممارسات الدينية وتزج بمن يعتنقون الدين في السجون ، وقد احتجزت مجموعه مكونة من أربعة مسيحيين أجانب بينهم القس الكندي ليم هيون سو وثلاثة كوريين وزج بهم في سجون كوريا الشمالية، وتعد كوريا الشمالية أخطر مكان للمتدينين"

تقرير الحرية الدينية لعام 2016"

 

اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية تقول في تقريرها "مازالت كوريا الشمالية أكثر الدول قمعاً في العالم لحقوق الإنسان ، فهي تعتبر الدين تهديداً للنظام . ويلقي القبض على من يشاركون في الممارسات الدينية ويتعرضون للتعذيب والسجن وحتى الإعدام" 

 

ويؤكد تقرير الحرية الدينية الدولية لعام 2015" إعداد وزارة الخارجية الأمريكية يأنه لا مكان للحرية الدينية في كوريا الشمالية رغم من أن الدستور ينص صراحة على حرية الدين بشرط ألا يستخدم الدين كذريعة لجلب قوات أجنبية أو الإضرار بالدولة أو النظام الاجتماعي ، وتعاقب الحكومة الكورية الشمالية الذين يمارسون العبادات ويقيمون قداساً دينياً بعقوبة الجلد والإعدام .

 

ويشير التقرير السنوي حول حرية الدين والمعتقد والتسامح الديني" "للبرلمان الأوروبي" الكنائس والمعابد في كوريا الشمالية ليست مرافق للعبادات إنما مزارات سياحية ومن الضروري اتخاذ تدابير لحظر منتهكي حقوق الإنسان الخطرين من السفر وتجميد أصولهم" 

 

تعد الحرية الدينية أحد أهم الحقوق الأساسية للبشر وتنص المادة (18) من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" على أنه " لكلِّ شخص الحق في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين " وعلى نفس النسق تنص المادة (18) من عهد الأمم المتحدة بشأن حق الحرية الذي وقعت عليه كوريا الشمالية على أن الحرية الدينية جزء من حقوق الإنسان الأساسية.

ومع ذلك، فإن شعب كوريا الشمالية محروم من حقوق الإنسان العالمية وتعرضه لغسل العقول بالقوة حتى يعبد قائده بوصفه الإله الواحد الأحد .

 

أشارت "لجنة التحقيق" التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الأخير الصادر في فبراير 2014 إلى أن التمييز والاضطهاد ضد المتدينين في كوريا الشمالية يشكلان جزءاً من "الجريمة ضد الإنسانية" ومؤخراً تتخذ الأمم المتحدة سنويا " قرارات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية " بقوة لحث حكومة كوريا الشمالية على توفير الحرية الدينية الحقيقية وتحسين أوضاع حقوق الإنسان ، ومن المؤسف أن السلطات الكورية الشمالية تجاهلت تحذيرات المجتمع الدولي ، ولم تتراجع عن الاضطهاد ضد المتدينين في كوريا الشمالية .

 

ولإعادة الحرية الدينية إلى الكوريين الشماليين وإنقاذ حياة المتدينين المضطهدين ينبغي على المجتمع الدولي أن يقيم روابط ويعزز سُبل التعاون ،  وإحضار كيم يونغ أون أمام محكمة العدل الدولية وتحميله المسئولية عن الاضطهاد الديني في كوريا الشمالية حتى يدفع ثمن انتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد الممارس ضد الحرية الدينية ، كما يجب رصد حالة الاضطهاد الديني بشكل دائم مع الحفاظ في الوقت نفسه على البيانات ذات الصلة وتبادلها ، وشن حملات لإنقاذ حياة المضطهدين دينيا .

 

كما يجب على المجتمع الدولي حث حكومة كوريا الشمالية على السماح للمواطنين بالتعامل مع المتدينين من البلدان المختلفة على الأقل من خلال مقاطع الفيديو ، وتلقي أخبار متنوعة من بلدان ما وراء البحار ، والاطلاع على الممارسات الحرة للمتدينين من كافة أنحاء العالم ، وحتى يأتي اليوم الذي يتم فيه إنقاذ جميع المضطهدين دينيا في

.كوريا الشمالية يجب على المجتمع الدولي الاهتمام وبذل الجهود على نحو مستمر.

bottom of page